بسم الله الرحمن الرحيم
يجب على كل مكلف أن يؤمن بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم لأن النجاة من الخلود الأبدي في نار جهنم لا يكون إلا في إعتقاد الشهادتين إعتقادا صحيحا ، والنطق بالشهادتين ليكون مسلما ، أما الولد الذي ولد من أبوين مسلمين وبلغ على الإعتقاد الصحيح فيجب عليه النطق بالشهادتين مرة في العمر بنية الفرضية .
وأول الأعمال هوالإيمان بالله ورسوله ، وبدون الإيمان بالله ورسوله لا تنفع عند الله :
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوأنثى وهومؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا
ويجب على المسلم أيضا أن يصون نفسه من الوقوع في الكفر ، فبعض الناس الذين يتمسكون بالعبادة والطاعة يجهلون أحكام العقيدة ، فيهلكون بالوقوع بالكفر بسبب تهورهم ، فالذين يقولون : إن الله يدخل في جسم العبد التقي الصالح فيتكلم على لسانه ، هذا خروج عن الإسلام لأن الله لا يحتاج لمكان ولا يحلُّ بأي مكان فالله تبارك وتعالى منزه عن مشابهة المخلوقين ، فأي شخص عاقل مكلف تكلم بعبارات صريحة في الكفر لا يُقبل له التأويل ولا يُسأل عن قصده ونيته .
المسلم يجب عليه أن يصون قلبه من الإعتقاد الكفري وجوارحه من الفعل الكفري ولسانه من القول الكفري .
من ضحك لكلمة كفرية رضي بها فقد كفر .
والله تعالى يقول :
ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد .
كلمة قولٍ تفيد الشمول ، كل الأقوال التي نتلفظ بها محسوبة علينا . فمن الكلام ما هوواجب كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن الكلام ما هومباح كقول قم واقعد ، ومن الكلام ما هومكروه أي الأولى تركه كالحديث بعد العشاء من غير طاعة الله مكروه ، ومن الكلام ما مندوب أي سنة كقول السلام عليكم لمسلم وتشميت العاطس إن حمد الله ، كذلك من الكلام المندوب ما فيه إدخال السرور على مسلم ، ومن الكلام ما هوحرام كالغيبة والنميمة والبهتان وشهادة الزور مثلا .
البهتان ذكرك أخاك المسلم بما يكره بما ليس فيه .
الغيبة ذكرك أخاك المسلم بما يكره بما فيه ، البهتان أشد من الغيبة .
ثم المؤمن الحريص على إيمانه الذي يتجنب الوقوع في الكفر لا يكمُل إيمانه إلا بأداء الواجبات واجتناب المحرَّمات .
فلا يقبَل الله عملا بدون إيمان ولا يكمُل إيمان بدون عمل .
فالذي يؤدي الواجبات ويرتكب بعض المحرمات لا يقال له الأحسن أن تترك هذا الواجب وما نسب الى الرسول بأنه قال: من لم تنهه صلاته عن المنكر فلا صلاة له هذا حديث مكذوب،لان من شأن هذه الصلاة التي كاملة في شروطها وأركانها وآدابها أن تنهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر هذا تفسير الآية الكريمة : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر . هذا ضد الحديث المكذوب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و اتْبعْ السيئة الحسنة تمحها و خالِقِ الناس بخُلُق حسن حديث رواه الترمذي .
وقال الله تعالى : إن الحسنات يذهبن السيئات .
وشرِّع الإستغفار لمحو السيئات .
فالمؤمن الذي وقع في كبائر دون الكفر فإن هذه الكبائر لا تحبط جميع أعماله الصالحة ، أما الرياء فإنه يحبط العمل الذي سائر فيه وعليه معصية الرياء وليس له ثواب ، والرياء معصية من معاصي القلب ، والله حذر من الرياء في قوله : فمن كان يرجولقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا . أي فليعمل عملا صالحا مخاصا في عمله لله ولا يطلب بعمله هذا مدح الناس وشكرهم ، أما المخلص في عمله وإن لم يمدحه الناس عليه لم يخسر الثواب في الآخرة .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يحب أحدكم إذا عمل عملا أن يتقنه ، قيل وما إتقانه يا رسول الله قال : يخلصه من الرياء والبدعة .
ذكر في هذا الحديث شروط قبول العمل الصالح وهي ثلاثة :
1ء الإيمان : لأن رسول الله قال : إن الله تعالى يحب أحدكم والخطاب فيه للمؤمنين فيشترط الإيمان .
2ء أن يكون العمل متقنا خالصا من الرياء
3ء أن يكون العمل متقنا خالصا من البدعة