«الجينز» .. قصة تعود إلى القرن السادس عشر

المشرفات عدد المساهمــات : 1242

الجينز» .. قصة تعود إلى القرن السادس عشر

منذ القديم وتطوُّر وتغيّر وتبدّل الازياء: اصنافها وانواعها واشكالها كافة ترسم متطلبات الناس وتعكس اذواقهم ومواقفهم الجمالية، وهذا ما جعل «الثوب» بشكل عام خاضعا من دون توقف الى سيل من الابتكارات، بعد أن بدأت الازياء المحلية والوطنية «الفولكلورية» بالانحسار والتراجع. وكادت «الموديلات» الطالعة من دور الازياء العالمية توحّ.د الناس في اللباس، ليتشابهوا في المظهر برغم الاختلافات الذهنية والاجتماعية بينهم، وبرغم الفروقات المناخية والاجتماعية، وحتى الدينية، بين قارة وقارة وبين بلد وآخر.
وفرض القماش المعروف بـ«الجينز» نفسه بقوة على سكان كوكبنا كافة كلباس عملي يحمل مواصفات عدّة لم تتوافر في أي نوع آخر من القماش حتى اليوم.
ولقد أخذت سيرة «الجينز» حيّزاً كبيراً من الجدل والنقاش بين الاوروبيين وبين الاميركيين، وذلك انطلاقاً من ادعاء كل من الطرفين بحقه في أولوية الابتكار والجودة.

بحسب العديد من المصادر التاريخية، فإننا نرى أن قصة «الجينز» تعود الى القرن السادس عشر حين بدأت المقاطعة الايطالية المستقلة «جنوى» Gênes تنتج نسيجاً من الصوف والكتان ثم من القطن والكتان لأشرعة السفن التي تقاوم الريح والعواصف، هذا الى جانب انتاجها لكل انواع الشوادر والخيم...
وبمرور الزمن، بدأت بتصنيع السراويل «البناطلين» للبحَّارة. ويقال إن كلمة «جينز» مشتقّة – صوتياً – من اسم «جنوى».
خلاف عالمي على مهده
لكن بداية «الجينز» الحقيقية – تسويقياً – بدأت خلال القرن الثامن عشر في أميركا، وزعم الأميركيون بأنهم أول من صَنَعَ هذا اللباس، فيما أصرّ الفرنسيون والبريطانيون والايطاليون على أن مهد هذا "الزي" هو أوروبا، على الرغم من اختلافهم حول أولوية كل بلد منهم في احتضان نشأته.
ويعود سبب ادعاء اولوية الصنع من قبل الفرنسيين الى أن المادة التي يصنع منها هذا النسيج تسمى De Nimes والكلمة مأخوذة ومختزلة من العبارة الفرنسية Serge de Nimes وتعني: قماش من المدينة الفرنسية المعروفة Nimes منذ ما قبل القرن السابع عشر.
ومع أن البريطانيين لم يخالفوا الفرنسيين في مصدر التسمية، إلاّ أنهم أوردوا أن تصنيع هذا القماش كان يتم في بريطانيا خلال القرن السادس عشر، والدليل على ذلك هو اختصار الاسم بما يناسب اللغة الانكليزية Jeans
ليفي شتراوس
ارتبط اسم أوسكار ليفي شتراوسOscar Levi-Strauss بصناعة «الجينز»، وكان ليفي هذا هاجر من منطقة بافاريا الالمانية وهو بعمر 24 عاماً مع عائلته الى اميركا- كاليفورنيا- عام 1874 وذلك اثناء تصاعد حمّى البحث عن الذهب هناك والعمل في مزارع القطن.
وكان الوضع الميداني في تلك البلاد يحتاج باستمرار الى الخيام والشوادر لآلاف العمال الأفارقة المجلوبين من القارة السوداء، والذين بدورهم بحاجة الى لباس يحمل مواصفات القوة والمنعة ولا يبلى بسرعة، ويكون عملياً وصامداً أمام العوامل المناخية من حرارة ورطوبة وبرودة ووحول.
وفي احد الايام تفتَّق ذهن الشاب أوسكار ليفي شتراوس عن تجربة تصنيع سراويل لهؤلاء العمال من قماش الشوادر والخيام! فقام بتجربة كانت بحدّ ذاتها مغامرة، فجاء بقطعة من قماش «الشادر» وربط طرفيها بحصانين باتجاهين متعاكسين ليختبر مدى قوة النسيج... ونجحت التجربة.
ومنذ تلك اللحظة ولد ما يعرف بـ«الجينز» كلباس، وذلك قبل أن يأخذ شكل «البنطلون». فهذا الشاب الذي جاء الى اميركا سعياً وراء الذهب أصبح اختصاصياً في القماش وتجارته، وما لبث أن أسس ماركة «ليفايز» Levis للجينز.
وكانت مدينة Nimes الفرنسية تنتج القماش ذي اللون البنفسجي الداكن، فاستعان ليفي بهذا اللون وطوّره، ومنذ ذلك الوقت ظهر ولأول مرّة «الجينز الازرق» Blue Jeans.
واصبح هذا اللباس «رجالياً»، لكن ليس لكل الرجال، وإنما كان فقط للرجال الخشنين الذين يعملون في المهن التي تعتمد على مجهود عضلي، او من يقومون بأعمال تحت ظروف قاسية وصعبة، فهو لباس يتّصف بمقاومته الشديدة ومتانته، وتحمّله للاوساخ والزيوت وما شابه، هذا بالاضافة إلى مزاياه العملية والى صموده كنسيج امام غسله المتكرر.
مراحل تطوره
في العام 1871 جاء خياط اسمه Jacob Davis وأدخل «جَيْبَيْن» على البنطلون ثم اضاف فوقهما دمغتين معدنيتين ملتصقتين بالقماش، وبعد ذلك أضيفت دمغة من الجلد او النحاس مستطيلة الشكل لتؤكد الجودة وبالتالي ضمان البنطلون.
في العام 1924 أضاف الخياط المصمم Lee السحّاب الى البنطلون وألغى الأزرار.
وفي العام 1935 اصبح بنطلون الجينز اللباس المفضّل للطلاب.
وفي العام 1948 ظهرت اولى بناطلي النساء.
وفي العام 1950 بدأت تظهر «الجيليه» الجينز، وارتدى الجينز وقتذاك كل من الفنانين الكبيرين جيمس دين ومارلون براندو، وهذا ما زاد في شهرة اللباس.
في العام 1960 لبسته فرقة Hippies في بريطانيا.
ومنذ العام 1920 بدأت تدخل على الجينز كبنطلون وجيليه الزخارف بأنواع مختلفة خصوصاً موديلات النساء.
وما إن حلّ العام 1996 حتى دلّت الاحصاءات التجارية على أن مبيعات ملابس الجينز للنساء في فرنسا فاقت مبيعات الرجال.
ومع أن «الجينز» كان بدأ بلونه البني الترابي مروراً باللون الاسود وبنسب قليلة، الاّ ان اللون الازرق هو الذي عمّ وانتشر حتى اصبح لوناً مميزاً له بكل تدرجاته، فتعدّدت موديلاته ما بين قصير و«شورت» وطويل. وصُن.عت من قماشته الفساتين بعدة أشكال، كذلك صُنعت من هذا النسيج الاحذية والمحافظ وغيرها.
ومع أن الجينز بدأ لباسا للعمال والمزارعين ومن ثم لرعاة البقر، الاّ انه اصبح بعد ذلك لباس كل طبقات المجتمع من دون استثناء، وشكل في كل انحاء العالم السلعة الاكثر مبيعاً منذ اواخر القرن الماضي واوائل القرن الحالي.

[/size][/b][/center]
[/b][/size]

موضوع جميل تسلم ايدك امينة
«الجينز» .. قصة تعود إلى القرن السادس عشر 369366

» شوفو لعجوز كي تعود في لكار واش دير
» الهاتريك السادس لرونالدو
» ديستيفانو : إنييستــا هو ديستيفانو القرن 21
» ميسي يبحث عن هدفه السادس بشباك مايوركا