أول أعمال الصلاة تكبيرة الإحرام وهي ركن لا تصح الصلاة إلا به، فيقول الإمام والمأموم والمنفرد عند الدخول إلى الصلاة: الله أكبر، ولا يجوز التلفّظ بالنية كقول بعضهم: نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات وغير ذلك من الألفاظ، فإن هذا بدعة محدثة بدعة لم ترد عن النبي ولا عن صحبه، فإذا كبر تكبيرة الإحرام فإنه يستحب له أن يرفع يديه لتحاذي أذنيه أو منكبيه، والسنة رفع اليدين في أربعة مواضع:... عند الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة، هذه هي المواضع الأربعة، ثم يدعو بدعاء الاستفتاح، وله عدة صيغ أشهرها: (سبحانك الله وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك) وهي صيغة ثابتة صحيحة الإسناد، وهناك صيغة أصح إسناداً وهي: (اللهم باعد بيني وبين خطاياى كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, اللهم اغسلني من خطاياى بالثلج والماء والبرد) وهي في الصحيحين، قال أبو هريرة "كان النبي إذا كبر في الصلاة سكت قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله: أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي.. الخ، ثم يقرأ الفاتحة بخشوع وتدبر، وهي أعظم سورة في القرآن وتدبرها من أعظم أدوية القلوب، ثم يقرأ ما تيسر من القرآن وهذا مستحب وليس بواجب، فيجوز للمصلي إذا أتم الفاتحة أن يركع، لكن الأفضل أن يقرأ شيئا من القرآن، ثم يركع قائلاً (الله أكبر) ويحرص على أن يطمئن في ركوعه بحيث يستقر ظهره راكعا مدةً يستطيع فيها قول ما يجب من أذكار الركوع، والواجب في الركوع قول (سبحان ربي العظيم) يقولها ثلاث مرات أو أكثر من ذلك، وكان بعض السلف يستحبّ أن يقولها عشر مرات، وفي ذلك خير كبير وطمأنينة للقلب, ومن أذكار الركوع المستحبة: (سبّوح قدوس رب الملائكة والروح), ومنها كذلك: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)، (وكان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) رواه البخاري ومسلم، وعموماً.. فالسنة في الركوع أن يكثر من تعظيم الله وتمجيده، قال صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظّموا فيه الرب عز وجل) رواه مسلم..