غاية الروافض الخبثاء من الطعن في الصحابة الفضلاء
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصَّلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلينَ نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ
أمَّا بعدُ :
فإنَّ مما ينبغي أن يتنبَّه له أهل السنَّة، وأهل الحق، ولا يغفلوا عنه، هو معرفة القصد من وراء هذه الحرب الضروس، التي يشنها الرَّوافض الخبثاء، منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا على الصحابة-رضوان الله عنهم أجمعين- جماعة وأفرادا، وما هي لوازم الطعن فيهم، فطعنهم في الصحابة ما هو إلا غطاء يموهون به عن غايتهم الحقيقية، ألا وهي: هدم دين الإسلام من أساسه، بكل ما تحمله هذه الجملة من معان:
-فهو طعنٌ في الله.
- وطعنٌ في كتاب الله.
-وطعنٌ في رسول الله.
-وطعنٌ في الصحابة جميعهم وعلى رأسهم علي-رضي الله عنهم أجمعين-.
-وطعنٌ في جميع الأحاديث وردٌّ لها.
فالله المستعان هذه لوازم قولِهم المنكرِ، ومذهبِهم الخبيثِ، لذلك لا يشك عاقل منصف أنهم مستخدَمون مَدسوسون لهدم الدِّين منذ نشأتهم على يد ذلك اليهودي الخاسر: عبد الله بن سبأ، فهم لما لم يستطيعوا التعرض للدِّين مباشرة، تعرضوا لنقلته، ولقد تفطن علماؤنا-رحمهم الله- لهذا الأمر الخطير فحذروا منه أشد التحذير، ونبهوا عليه أيما تنبيه، وسأنقل جملة طيبة من درر كلامهم في هذا الباب، في ثنايا بسطي لما أجملته من قبل فأقول مستعينا بالله:
1- أما طعنهم في الله :
فلأن لازم قولهم ذلك هو نسبةُ الجهلِ إلى الله تعالى، والقولُ بعدمِ علمِه الغيبَ، فإنه لا يُتصوَّر أن يعلم الله العليم، بارتداد أصحاب نبيه الكريم-كما يزعم الخبثاء الضَّالين-، ويخفي ذلك على نبيه الأمين، وعلى الأمة أجمعين، وهو سبحانه الذي جعل القرآن تبيانا لكل شيء.
ولا يمكن أن يعلم الله ذلك ولا يأمر نبيه الكريم بالبيان، إذ تأخيره لا يجوز، وهو سبحانه الذي فصَّل لنا في كتابه ما حَرَّمَ علينا، ومما حرّم علينا- على مذهبهم الخبيث- موالاة الصحابة.
ويتبع ذلك الطعن في حكمته-عز وجل-، حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه-صلَّى الله عليه وسلَّم-، فجاهدوا معه وآزروه ونصروه واتخذهم أصهارا له، حيث زوج ابنتيه ذا النورين عثمان رضي الله عنه، وتزوج ابنتي الصديق وعمر رضي الله عنهما، فكيف يختار لنبيه أنصارا وأصهارا مع علمه بأنهم سيكفرون ؟!.
2- وأما طعنهم في كتاب الله :
فلأن كتاب الله مليء بذكر عدالة الصحابة والثناء عليهم، فلازم قولهم أن هذه الآيات محرفة أو منسوخة بكتاب آخر، وبهذين اللازمين قالوا وعملوا: فتراهم بناء على اللازم الأول يفسرون بعض الآيات بما يخالفون فيه إجماع المفسرين، بل وبما لا يحتمله كلام العرب، بل وبما لا يحتمله العقل. كما تراهم على اللازم الثاني يقولون-على استحياءغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةالتقيةغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة- بمصحف فاطمة.
3 - وأما طعنهم في رسول الله-صلى الله عليه وسلم- :
فذلك إما بنسبته إلى السَّفه-حاشاه- إذ كيف يصاحب أقواما هذه المدة الطويلة ولا يسلم له من أصحابه إلا أقلّ من القليل، ولا يتفطن لذلك؟!
أو بنسبته إلى الخيانة وذلك على القول بأنه كان يعلم ذلك وأخفاه، بل وقد ثبت عنه عكس ذلك ونقيضه وهو أمره-صلى الله عليه وسلم- يحب أصحابه وعدم سبهم وإيذائهم.
ويا سبحان الله كيف يزوج بنتيه لعثمان وهو منافق مرتد كما يقولون -عياذا بالله-، وكيف يتزوج من بنتي أبي بكر وعمر-رضوان الله عليهم- وهما رأسا الكفر-كما يصرحون-.
فالمقر على الباطل كفاعله، والمرء على دين خليله؟! وقديماً قالت العرب:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فـكل قـرين بالمقـارن يقتـدي
وفي ذلك يقول مالك -رحمه الله-: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي-صلى الله عليه وسلم- فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحينغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة [الصارم المسلولغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة1 /581غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
4 - وأما طعنهم في الصحابة جميعهم بما في ذلك من استثنوا :
لأنهم-على زعمهم- تخاذلوا عن نصرة الإسلام بمجرد موت النبي-صلى الله عليه و سلم-، وكذا لم يكتفوا بالسكوت عن باطل من ارتد من الصحابة بل صرَّحوا بفضلهم، فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ-وهو ابن علي بن أبي طالب- قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةمَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة [البخاري غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة3671غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
قال شيخ الإسلام: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةوتواتر عن علي بن أبي طالب أنه قال: "خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر"، وهذا متفق عليه بين قدماء الشيعة، وكلهم كانوا يفضلون أبا بكر وعمرغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة [النبواتغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة141غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة والمجموعغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة3 /153غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
وكيف لعلي-رضي الله عنه- أن يزوج ابنته أمَّ كلثوم لعمر بن الخطاب وهذا مثبت عند الشيعة في عدة مواضع وإن أراد الكثير منهم نفيه.
وأيضا كيف له أن يسمي أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة-رضي الله عنهم-؟!
5 - وأما طعنُهم في جميع الأحاديث وردُّها :
وذلك لأن الطعن في النَّاقل طعن في المنقول.
قال: أبو زرعة الرازي ـ رحمه الله تعالى ـ: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةإذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهم وهم زنادقةغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة [انظر الكفاية للخطيب البغدادي غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة1 /188غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة104غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة، وتهذيب الكمال غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة19 /96غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله ـ تعالى ـ القدحُ في نَقَلَتها، وهاهم أعداء الإسلام من مستشرقينَ حاقدينَ، ومنافقينَ منْدسِّينَ، لا يجترئون على القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم الشنيعة، فيعمدون إلى غمز الصحابة ـرضي الله عنهم ـ ولمزهم، وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة عنهم.
فبهذا نعلم ونتيقن أن هؤلاء القوم لا يقصدون إلاَّ هدمَ الدِّين ولا يسعونَ إلا لنسفِ الإسلام –ردَّ الله كيدَهم في نحورهم-.
قال الشعبي-رحمه الله-: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة أحذركم الأهواءَ المضلَّة وشرُّها الرَّافضة، وذلك أن منهم يهوداً يغمِصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولسُ بنُ شاؤل [ملكُ اليهودِ النصرانيةَ لتحيا ضلالتهم ].ثم قال: لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ولكن مقتاً لأهل الإسلامغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة [شرح أصول أهل السنة والجماعةغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة 8 /1461غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة، ومنهاج السنة غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة1 /23و29غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
قال الإمام أحمد-رحمه الله-: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةإذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلامغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة. [البداية والنهاية غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة8 / 142غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
وقال أبو نعيم-رحمه الله-: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةفلا يتتبع هفواتِ أصحابِ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وزَلَلَهُم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم حالَ الغضب والموجدة إلاَّ مفتون القلب في دينهغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة. [الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيمغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة344غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
ويقول أيضا: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةفمن سبَّهم، وأبغضهم، وحمل ما كان من تأويلهم، وحروبهم على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى، وتأديبه، ووصيته فيهم، ولا يبسط لسانه فيهم، إلا من سوء طويته في النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والإسلام والمسلمينغاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة. [ الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيم غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة376غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابةوذلك أن أول هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين تصديقا، وعلما، وعملا، وتبليغا، فالطعن فيهم طعن في الدين، موجب للإعراض عما بعث الله به النبين، وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع، فإنما كان قصده الصد عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله، ولهذا كانوا يظهرون ذلك بحسب ضعف الملة، فظهر في الملاحدة حقيقة هذه البدع المضلة...غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة [منهاج السنة غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة1 /18غاية الروافض الخبثاء الطعن الصحابة ].
والحمد لله رب العالمين