الهجمة على الإعلام الإسلامي
كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على تنوع الوسائل في دعوة الناس وتعليمهم الدين ، فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما لما نزلت : { وأنذر عشيرتك الأقربين } . صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ، فجعل ينادي : يا بني فهر ، يا بني عدي ، لبطون قريش ، حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال : ( أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ) . قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا ، قال : ( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) .
فحرص على أن يكون أمامهم وفي مكان عالي حتى تكون وسائل التبليغ مجتمعة ، كما حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على استخدام كل الوسائل المتاحة كان يخطب عليه الصلاة والسلام وهو مستند إلى جذع فقال : إن القيام قد شق علي . فقال له تميم الداري : ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام ؟ فشاور النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في ذلك فرأوا أن يتخذه ، فقال العباس بن عبد المطلب : إن لي غلاما يقال له كلاب أعمل الناس ، فقال : مره أن يعمل.
وقد تطور العالم اليوم وأصبح بيتاً واحداً ولذا حرص العاملون للدين من أهل العلم والمحسنين فأنشئوا عدداً من القنوات الفضائية يصل صوتها إلى أصقاع الدنيا فنشرت الخير وأبانت الدين وردت البدع وأوضحت الحق ، وهذا لم يطب لأهل البدع فحاولوا التضييق عليها من خلال التشويش على بثها إلى أن صدرت القرارات والأوامر بإيقاف هذه القنوات حتى تبث المسلسلات الهابطة والأغاني وأن تخرج المرأة على شاشاتها وأن تحتوي برامجها على المعازف والغناء ، وحال هؤلاء كحال قوم لوط الذين قالوا : ( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ).
فهم لا يرضون بها لأنها تبث صوت القرآن وتعلم التوحيد وتنشر الدين ، وهم بهذا لم يطالبوا القنوات الهابطة أن تغير من برامجها فتجعل لها برامج تنشر الدين وتعلمه (تلك إذا قسمة ضيزى ) .
ومن المضك قولهم : أن لهذه القنوات ويقصدون بها القنوات الإسلامية خطر على الصحة العامة .
تقفل القنوات الإسلامية التي يقرأ فيها بالقرآن الكريم والسنة المطهرة – لأن فيها خطر على الصحة العامة – وتترك القنوات التي تسب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والصحابة رضوان الله عليهم ؛ لأنه ليس لها خطر على الصحة العامة ، ولا تثير الطائفية .
يظن مثل هؤلاء أن الإسلام سيتأثر بهذه الهجمة ولا يعلمون أن الله تعالى قد تكفل بحفظ دينه ، فالله تعالى يقول : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) فالله مظهرٌ هذا الدين من خلال القنوات الفضائية وغيرها من الوسائل . يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل الله به الكفر ).
ويتحتم علينا أمام هذه الهجمة أن نبحث عن الوسائل والبدائل لنشر الدين ، وأن نقوم بدعم هذه القنوات الفضائية الإسلامية بكل طرق الدعم المشروعة والممكنة لتصل رسالة الإسلام إلى مشارق الأرض ومغاربها
(والله متم نوره )