حوار بين عازب ومتزوج

حوار بين متزوج وعازب
السلام عليكم
حوار بين عازب ومتزوج
المتزوج:
هنيئاً لكم معاشر العزاب, يا من تحيون بروح الشباب, وتأكلون وتشربون ما لذ وطاب, ولا يمنعكم أحد من لبس البدلة و( الكاب)...
أما نحن جموع المتأهلين, فمساكينٌ مساكين.....نعيش عيشة النكد, ونأكل أكلة الزهد... رواتبنا تنتهي قبل نهاية الشهر, لأجل فرصة العمر..المتمثلة في عطرٍ فوّاح, وثوبٍ فضاح...تملأ لأجله مجالس النساء, بأحاديث الكذب والغثاء....
فهل أجد لديك الرأي السديد, أيّها الزميل السعيد؟؟!!
العازب(بسخرية):
قطّعت قلبي أيّها الحبيب, وأحزنني ما أسمعه لقلبك من وجيب... فإن كنت صادقاً فطلق حبيبة الروح, يا أسير الجروح!!... فالنساء سواها كثير, وأنت ذو مالٍ وفير....
كيف تهنئنا بهذا العذاب أيّها ( اللعّاب)؟؟!!وهل سبب حرمانك من الكاب غيرةٌ من الزوجة وارتياب !! ...افرح يا حبيب, فهذه عملةٌ نادرةٌ في هذا الزمان الكئيب... ليت لي من تغار عليّ من لحظ العيون, وتنعش روحي بصوتها الحنون, وتدعو لي بكل خيرٍ حينما تغفو الجفون....إذاً لشكرتها من الأعماق, وأسكنتها وسط الأحداق, وحميتها من سنا الإشراق...
المتزوج:
أين ذهبت بك الأحلام الوردية, يا صاحب المطالب العليّة!!!... إنك لا تعرف النساء !!! ..لا يعرفهن إلاّ حاذقٌ شديد الدهاء...وهل كنت تظن أنها عاقلةٌ حين الغيرة؟؟!... احم نفسك, فقد تنقلب في لحظةٍ من غيورةٍ إلى مغيرة!!......طلباتها أوامر, لا تفكر في رفضها ولا تغامر... أحب عطلة نهاية الأسبوع, حيث تذهب لأهلها ولا أتمنى لها الرجوع....أهرب مع الشباب للاستراحة, حيث أجد الراحة... أنا في نظرها مجرد زوج لا أستحق حتى (وضع الروج)....حين أدخل غرفتي أريد النوم, لا أجد إلاّ التقريع واللوم, لذا فهي حلمي المرعب كل يوم.... أما أنتم ..... فأعينكم تبرق ببريق السعادة, ونفوسكم تفيض بالبشر وقوة الإرادة, وأنتم مع ذلك أقوياء حال العبادة...
العازب:
لا تحاول إقناعي بما تقول, أو إشعاري بأهمية العدول, فذلك أمر غير مقبول, عند ذوي العقول, وليس من سنة الرسول..... هل تذكر ما كنت تقول أيام الاغتراب, يوم كنت عازباً من العزاب !! وهل تذكر ما كتبته من أبيات الغرام والعذاب ؟؟ وهل تذكر أمانيك الرائعة العِذاب؟؟!!
ليس فيما جبل الله عليه الناس و من ميلٍ إلى بعضهم واستئناس, أيّ ضلالٍ أو أخطاءٍ أو أرجاس.....مادام قد أجاب المطالب الشرعية, وحقق ما أراد الله من إعمار الأرض وإنجاب الذرية...... لا تغبطنا أيّها الصديق, فنحن في قلقٍ وضيق, لا نجد من يصحبنا في الطريق, وما ترى في أعيننا من بريق, فهو ماؤها الذي نريق, وهو ما نملك من مجدٍ عريق.......ما شعورك حينما ترى ثمار العفاف, في أبناءٍ لك صغارٍ لطاف, تضمهم إلى الأعطاف !!! وترى حالنا المأسوف, فنحن شبابٌ قادرٌ ولكنه موقوف... يتمنى من يناديه( بابا الحبيب), ليريه كل بعيدٍ وقريب, ويرفع به الرأس في عالمه العجيب!!
هل جربت أن تعامل الزوجة كعشيقة, فتطرح أمامها ما تحمل من همومك اللصيقة وتفك عن نفسك حين لفائها كل ضيقة؟؟؟!!!
ارجع لنفسك وتابع, حتى تزيل مابينك وبين زوجتك من عوائق وموانع, فتكون لك كالخاتم في الأصابع, فهي رهن إشارتك وعنك تدافع.......
المتزوج:
ذكرتني بأيامي الخوالي حينما كنت أباً للمعالي.. ولكنك صادقٌ محقٌ فيما تقول, سالبٌ بقولك الألباب والعقول, لذا فأسفي إليك يطول...أعلم أني بحديثي قد نكأت الجرح, وهدمت من صمتك الصرح, وقد أجبرتك على البوح واضطررتك إلى البكاء والنوح, فاصبر جعل الله في صبرك الروح... لا تنس دعاء رب الأرباب, أن يوفقك إلى ربات الدين وذوات الألباب... ابحث عن شريفةٍ نقية, من عائلةٍ كريمةٍ تقية... وابتعد عن خضراء الدمن و فارتباطك بها قاسٍ كالرسن, يودي بك مع الوقت إلى الكفن...وحتى تحقق مطلوبك, وتحصّل مرغوبك...أطع خالقك الكريم, واستجر به من الشيطان الرجيم... اقمع خواطر النفس والشهوة, وبالصوم معدم الصبوة... وأرج من الله الثواب وابتعد عن شرار الأصحاب.... وإن لم يمن الله عليك بهذه الرغاب, فاصبر( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وفقك الله ورعاك, وزوجك وأغناك, وجعل لك من أسر العزوبة أسرع فكاك.....
مودتي للجميع