تتهم بالعنوسة في الـ26.. والرجل عريس جاهز حتى الأربعينات المرأة لا تمتلك «وقت» الرجل لتحقيق السعادة
أيهما أكثر سعادة.. الرجل أم المرأة؟
الأسرة والمال أساس السعادة لدى المرأة والرجل على حد سواء، لكن مفهوم كل منهما للسعادة يختلف عن مفهوم الآخر. لأن مفهوم الرجل للأسرة يختلف عن مفهومها، ومفهوم المرأة للمال يختلف عن مفهومه.
هذا ما خرجت به دراسة شاملة لطموحات أكثر من أربعة وسبعين ألف شخص.. الطموحات التي تحققت وتلك التي لا تزال في خانة الأماني والأحلام، وذلك لمعرفة تأثير عدم تحقق الطموحات والأحلام على إحساس المرء بالسعادة. وقد أشرف على الدراسة المتخصصان في علم النفس سام بلاكنول من جامعة كامبريدج وريتشارد ايسترلين من جامعة جنوب كاليفورنيا.
:3D Smiles (274):
تقول الدراسة التي ستنشر نتائجها في العدد المقبل من مجلة «أبحاث السعادة» أن شعور المرأة بالسعادة يفوق شعور الرجل ويسبقه، ويستمر هذا التفوق حتى منتصف الأربعينات تقريباً، حيث يأخذ الرجل زمام المبادرة والتفوق والشعور بأنه أكثر سعادة من المرأة لأن شعورها بعدم تحقيق كل أو معظم أحلامها وطموحاتها بعد بلوغها الأربعين أو الخامسة والأربعين، يجعلها أقل سعادة من الرجل، مع أنها بدأت مشوار السعادة قبله بسنوات كثيرة، لكن وهج سعادتها بدأ يخبو مع الأيام.
وتوضح الدراسة أن الرجل في العشرينات والثلاثينات من العمر، يكون مشغولاً في تكوين نفسه من حيث العلم والدراسة أو اكتساب الخبرة في مهنة ما.. أما المرأة فتبدأ التفكير بالزواج والارتباط ومرحلة الأحلام الوردية حتى ولو كانت مشغولة في الدراسة والتحصيل العلمي واكتساب الخبرة العلمية والعملية.
90% يحلمون بالزواج :3D Smiles (274):
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الطلاق على مستوى العالم، فلا يزال تسعون في المائة من الرجال والنساء غير المتزوجين يحلمون بالزواج السعيد وفقاً للدراسات والأبحاث المتخصصة.
وبالنسبة للمرأة، فشعورها بالسعادة يبدأ مبكراً، ما لم تكتشف أنها فشلت في العثور على الزوج المناسب، أو بعد تجربة عاطفية فاشلة.. ويظل هذا الشعور يرافقها لسنوات طويلة حتى ولو أنكرته أو حاولت تجاهله. في حين أن الرجل العازب لا يشعر بالتعاسة إذا لم يعثر على نصفه الثاني، بل يمكنه أن يشغل نفسه بالكثير من أشياء الحياة.
اختلافات بين الجنسين:3D Smiles (274):
وتقول الدراسة إن الإحساس بوطأة العزوبية وعدم العثور على النصف الثاني يختلف بين الرجل والمرأة. فهي تعتبر الزواج هدفاً لا بد من تحقيقه لاقتناص السعادة وبدء أسرة وأطفال، أما هو فيعتبر العزوبية فرصة لمزيد من الاستمتاع بالحياة، وأن قطار الزواج لا بد قادم ولو طال الزمن.
وما يزيد في الشعور بوطأة العزوبية لدى المرأة هو شعورها بالظلم والتمييز في نظرة المجتمع للمرأة التي تجاوزت السادسة والعشرين ولا تزال دون زواج على اعتبار أنها عانس.. في حين أن هذا المجتمع ينظر إلى الرجل الذي دق أبواب الخامسة والثلاثين ولا يزال دون زواج على أنه في عز الشباب.
ثمة شعور آخر بالظلم.. فالمجتمع ينظر إلى المرأة غير المتزوجة على أنها لم تجد الرجل الذي يقبل بها، في حين ينظر إلى الرجل الأعزب على أنه لم يجد المرأة التي تناسبه ويقبل بها.. أي أن القبول والرضا دائماً من حق الرجل.
ولاحظت الدراسة وفقاً للأرقام الرسمية أنه بعد سن الرابعة والثلاثين، فإن نسبة الرجال المتزوجين أعلى من نسبة النساء المتزوجات، وأن هذا الفارق يزداد مع التقدم بالعمر.
وتقول الدراسة إن الزواج ليس شرطاً للسعادة، لكن في حال كنا نرغب في الزواج، ولم نوفق في العثور على الشريك المناسب، أو ارتبطنا بالشخص غير المناسب، فهنا تكون النتيجة السلبية مضاعفة وتنعكس حتماً على إحساسنا بالسعادة.
امتلاك كل شيء :3D Smiles (274):
وبالنسبة للطموحات المالية.. فأحلام الرجل في هذا المجال لا حدود لها فهو يريد امتلاك كل شيء.. ومع ذلك فالأحلام شيء وتحقيقها شيء آخر مختلف تماماً. لكن الرجل يستطيع في أحيان كثيرة تحقيق بعض أحلامه تلك. وقد تستغرق الرحلة أكثر من عشرين سنة قبل أن تستقر أوضاعه المالية وتحقق له الشعور بالرضا والاكتفاء حتى لو لم يكن يمتلك رصيداً محترماً في البنك.
وتفصل الدراسة مراحل الشعور بالسعادة على النحو التالي:
في سن الحادية والأربعين: يبدأ شعور الرجل بالرضا عن أوضاعه المالية في التفوق على شعور المرأة تجاه أوضاعها المالية.
في سن الثامنة والأربعين: يبدأ الرجل الشعور بالرضا عن حياته بشكل عام بصورة أكثر من شعور المرأة.
في سن الرابعة والستين: يبدو الفارق كبيراً بين شعور كل من الرجل والمرأة بالرضا عن أوضاع الأسرة، فالرجل أكثر رضا وسعادة في هذا المجال أيضاً.
وبمقارنة نتائج هذه الدراسة مع دراسة مشابهة أجريت قبل سنوات يتبين أن أبناء الجيل الحالي أقل شعوراً بالسعادة من أبناء الجيل السابق، على الرغم من حصول الجيل الجديد على ما لم يكن يحلم به الذين سبقوهم.
وتختم الدراسة بالقول إن السعادة الزوجية والاكتفاء المالي كفيلان بإضفاء شعور عام من السعادة على الحياة، وأن الرضا يعتمد بدوره على حجم التوقعات، وكلما كانت توقعاتنا في حدود المعقول والإمكانات كانت سعادتنا أكبر حين نحقق واحداً أو أكثر من تلك الطموحات.