هنا حياتك
زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Jqq24827
هنا حياتك
زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Jqq24827
هنا حياتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هنا حياتك

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 زيارة القبور والأضرحة الجزء الأول

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عثمان
عضو ذهبي
عضو ذهبي
avatar


ذكر

العـــمر : 44

الموقع : http://www.tvquran.com/

تاريخ الميلاد : 09/09/1979

عدد المساهمــات : 1456

الوسام : زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Empty


زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Empty
مُساهمةموضوع: زيارة القبور والأضرحة الجزء الأول    زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Emptyالأربعاء مايو 04, 2011 2:37 pm

1- زيارة القبور
كان العرب في الجاهلية يتبارون في إلقاء الخطب والقصائد. والمبالغة في المدح وذكر المفاخر على قبور الموتى، مغالين في ذكر مناقبهم ومحاسنهم. وتعديد صفاتهم وأعمالهم وكثيرا ما كان المادحون يخرجون في مدائحهم عن حد الوصف البشري، وأحيانا كانوا في مرثاتهم يبكون ويتباكون على موتاهم في جزع يخرجهم عن حد الوعي. ويزيحهم عن حد الصواب في التفاخر بالقبائل والعشائر فأنزل الله في كتابه العزيز قوله عز وجل:
{ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر .. }
ولما كان هذا حالهم. وكان الإسلام مازال حديثا. نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن زيارة القبور لقرب عهدهم بالإسلام، وتأثرهم بما يحملونه من بقايا صفات جاهلية قد تبرز مرة أخرى بسبب الزيارة للقبور عند رؤيتهم لمن بقوا على كفرهم وضلالهم وهم يتفاخرون بالأحساب والأنساب ولربما يساق المسلمون إلى هذا الفعل الشنيع الذي معه يظهر الجزع من قضاء الله وقدره. ولذلك نهوا عن زيارتها، حتى قطعوا في الإسلام شوطا كبيرا، وساروا على طريقه مدى بعيدا في صدق وإخلاص مما طمأن النبي صلى الله عليه وسلم. على ثبات العقيدة في نفوسهم. وأنهم قد أصبحوا يميزون بين الطيب والخبيث وصاروا على بينة من أمر دينهم. فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور طلبا للعظة والعبرة وتذكر الآخرة والدعاء والاستغفار للأموات.
1. روي مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه. فبكى وأبكى من حوله. فقال: "استأذنت ربي في أن استغفر لها. فلم يأذن لي. واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي. فزورا القبور فإنها تذكر الموت"
2. وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة"
3. وروى ابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور. فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة"
4. وروى الترمذي عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه. فزوروها فإنها تذكر الآخرة" (قال الترمذي: حديث حسن صحيح)
فمن هذه الأحاديث الشريفة أذن الشارع للمسلمين بزيارة القبور لتحقيق الهدف الذي دعت إليه وهو: الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة، وتذكر الموت والاستعداد له، والدعاء للموتى والاستغفار لهم. ثم هي ترقق القلب وتزيد من عزم الإنسان على طاعة ربه عز وجل. 2- مشروعية وانواع الزيارة
مشروعية الزيارة
إن زيارة القبور مرخص فيها للرجال باتفاق، ولكن العلماء اختلفوا في الترخيص بها للنساء إلى فريقين:
الفريق الأول قالوا: لقد نهيت النساء عن زيارة القبور ما عدا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين فإنه مرخص لهن في زيارة قبورهم، وقد استدلوا بما يلي:

1. عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" (رواه الترمذي وأبو دود والنسائي وابن حبان)
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن زوارات القبور (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، ورواه أيضا أبو داود وابن حبان)
3. نهى الرسول صلى الله عليه وسلم النساء عن اتباع الجنائز فقد روي أبو داود والنسائي عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ميتا. فلما فرغنا. انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرفنا معه. فلما حاذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابه وقف، فإذا نحن بامرأة مقبلة. قال: أظنه عرفها، فلما ذهبت فإذا هي فاطمة رضي الله عنها فقال لها صلى الله عليه وسلم: ما أخرجك يا فاطمة من بيتك؟
قالت: أتيت يا رسول الله أهل هذا الميت. فرحمت إليهم ميتهم، أو عزيتهم به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك بلغت معهم الكدا؟ فقال: معاذ الله، وقد سمعتك تذكر فيها وتذكر.
قال: لو بلغت معهم الكدا، فذكر تشديدا في ذلك
قال الراوي: فسألت ربيعة بن سيف عن الكدا. فقال: القبور فيما أحسب.
وروي ابن ماجة عن علي رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا نسوة جلوس قال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة قال: هل تغسلن؟ قلن: لا. قال: هل تحملن؟ قلن: لا. قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن: لا.
قال: "فارجعن مأذورات غير مأجورات" (رواه أبو يعلى من حديث أنس رضي الله عنه)
فأصحاب هذا الفريق يستدلون بهذه النصوص على نهي النساء عن زيارة القبور ما عدا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأولياء والصالحين.
وأما الفريق الآخر فإنهم قالوا: إن الزيارة مباحة للنساء لأنهن محتاجات إلى العظة كالرجال سواء بسواء ويستدلون على صحة زعمهم بما يلي:
أولا: النساء يدخلن في عموم الأحاديث التي وردت في شأن الترخيص بزيارة القبور وقالوا: إن هذا الترخيص للرجال والنساء ولم يرد في النصوص ما يميز بينهن وبين الرجال.
ثانيا: إن الأحاديث التي استدل بها المانعون للنساء من الزيارة لا تقوم دليلا على صحة القول بنهيهن عن زيارة القبور.
لأن الحديثين الأولين ـ وفيهما للعلماء كلام في صحتهما ـ لا ينهيان النساء عن زيارة القبور مطلقا، وإنما ينهيانهن عن الإكثار من الزيارة فحسب لأنهن يكثرن من البكاء والعويل عند القبور لذا نهين عن تعدد الزيارة وليس عن أصل الزيارة. ويفهم ذلك من استخدام النبي صلى الله عليه وسلم بصيغة المبالغة في قوله (زوارات).
ثالثا: أما الحديثان الآخران، فإنه لا يصح الاستدلال بهما على النهي عن الزيارة. لأنهما صريحان في النهي عن اتباع الجنازة، وليس فيهما ما يفيد النهي عن زيارة النساء للقبور.
يقول الإمام الشوكاني في نيل الأوطار 4/111 قال القرطبي:
اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة، ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج والتبرج وما ينشأ من الصياح ونحو ذلك وقد يقال إذا أمن من جميع ذلك فلا مانع من الإذن لهن، لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء. انتهى ثم قال الشوكاني: وهذا الكلام هو الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر.
رابعا: يستدل أصحاب هذا الرأي بهذه الوقائع التي تفيد إباحة الزيارة للنساء وهي:
1. روي الحاكم وابن الأثرم وابن ماجة عن عبد الله بن أبي مليكة:
أن عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر، فقلت لها يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن فقلت لها: أليس كان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيارة القبور؟ قالت: نعم. كان نهى عن زيارة القبور. ثم أمر بزيارتها.
2. روى البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي. فلما أخبرت بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إليه. فقال لها: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"
فإن كانت زيارتهن للقبور ممنوعة لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المرأة التي كانت تبكي على قبر زوجها كما صرحت به بعض الروايات. ولكنه أمرها بالتقوى والصبر.
3. روي الحاكم: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تزول قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده". وقد صرحت بعض الروايات أنها كانت تصحب معها بعض النساء في كل مرة.
وقد صرحت بعض الروايات أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها من أين أنت آتية قالت من عند قبر عمي حمزة فقد كنت أرمه، فلم ينهها صلى الله عليه وسلم.
وأقول: إنه لا مانع للمرأة من الخروج إلى المقابر لزيارتها للعظة وطلب المغفرة للموتى وتذكر الآخرة بشروط:
الأول: أن تخرج من بيتها محتشمة وهي تستحضر عظمة الله تعالى ليتحقق لها الهدف الشرعي من الزيارة.
الثاني: ألا تخرج للزيارة إذا كان في ذلك تضييع لحق الزوج أو كان بدون إذن منه.
الثالث: أن تؤدي الزيارة المشروعة فلا تندب ولا تنوح ولا تدعو وتستغفر للموتى.
الرابع: ألا تكون باعث فتنة لأن المقام مقام عظة واعتبار، ولذلك حذر الشافعية من خروج الشابات الجميلات لأنهن باعثات على الفتنة.
فإذا لم تلتزم المرأة بهذه الشروط فإنها تمنع من الخروج إلى المقابر لأن خروجها في حالة عدم التزامها سوف يكون خروج معصية، وهو ما منع عنه الشرع الشريف، لأنه لا يطلب حصول الثواب بمعصية الله عز وجل.
أنواع الزيارة
زيارة القبور نوعان: نوع مشروع ومندوب إليه ونوع غير مشروع ومنهي عنه باتفاق فإما الزيارة المشروعة فهي التي يتحقق فيها الالتزام والتمسك بتوجيهات وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم.
1. روى أحمد ومسلم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ولأحمد من حديث عائشة مثله بزيادة: (اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم).
2. وروى أحمد ومسلم وابن ماجة عن بريدة قال:
كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية
3. وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها منه يخرج إلى البقيع من آخر الليل فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الفرقد
والزيارة المشروعة أقسام بينها الإمام السبكي رحمه الله تعالى في كتابه شفاء السقام وهي:
القسم الأول: أن تكون لمجرد تذكر الموت والآخرة، وهذا يكفي فيه رؤية القبور من غير معرفة أصحابها ولا قصد أمر آخر من الاستغفار لهم ولا من التبرك بهم ولا من أداء حقوقهم.
والقسم الثاني: زيارتها للدعاء لأهلها، كما ثبت من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع يعني وشهداء أحد وغيرهم، وهذا مستحق في حق كل ميت من المسلمين.
والقسم الثالث: للتبرك بأهلها إذا كانوا من أهل الصلاح والخير.
والقسم الرابع: لأداء حقهم، فإن من كان له حق على الشخص فينبغي له بره في حياته وبعد موته والزيارة من جملة البر لما فيها من الإكرام. انتهى ملخصا.
فالزيارة المشروعة قربى إلى الله تعالى وبر وإحسان للموتى، وغير المشروعة هي زيارة معصية لله تعالى وإيذاء للموتى. فالأولى مأجور صاحبها والثانية مأذور صاحبها نسأل الله لنا ولموتى المسلمين العفو العافية. 3- شد الرحال
إن قضية شد الرحال لزيارة الأنبياء والرسل والشهداء والأولياء قضية خاض فيها المسلمون كثيرا. واختلفوا حولها اختلافا ما كان ينبغي له أن يحدث. لأنه قد صنع في جسد الأمة جرحا عميقا، وفرق كلمتها بصورة ممقوتة أفزعت الكثير من المسلمين لأن الأمر متصل بمقام الرسل والأنبياء والأولياء وكلهم مصطفون، وهم خيار الناس وأئمتهم مع تباين درجاتهم.
ويرجع السبب في اختلاف العلماء إلى تباين أقوالهم في معنى حديث شد الرحال الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى"
فقد وهم البعض وظن أن الحديث يمنع من شد الرحال إلى غير هذه المساجد الثلاثة من سائر المساجد وسائر القبور، وقالوا: إنه لا ينبغي السفر وشد الرحال إلا لهذه الثلاثة فحسب وكذا ما رخص الشرع في السفر إليه كطلب العلم والتجارة وزيارة الإخوان وطلب الرزق وغيرهما من الأمور التي أباح الشرع شد الرحال إليها.
لذا فإن هؤلاء يمنعون شد الرحال لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبور الأولياء والعلماء قصدا. وقال بعضهم إن وقع هذا الفعل اتفاقا فلا مانع.
وكذلك ينهون عن شد الرحال إلى المساجد غير هذه الثلاثة، لأن ما عداها في الفضل سواء كما أنهم يعتبرون السفر وشد الرحل لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، سفر معصية ولا يجوز قصر الصلاة فيه ولا يجب الوفاء بالنذر. إذا ما نذر إنسان القيام بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. لأن السفر إليه لا يكون إلا في حياته فقط وهم واهمون فالرسول صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية لا يعلمها إلا الله تعالى، وهو يسمع سلام من يسلم عليه عند قبره ويجيبه وكذا الأولياء والشهداء وسائر موتى المسلمين الكل أحياء في قبورهم دلت على ذلك النصوص الصحيحة كما سيأتي بعد.
وقد تجاوز البعض منهم حدود الأدب وذهب إلى القول بتحريم السفر وشد الرحل لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وكذا اتباعه من أولياء الله الصالحين وهو أمر خطير وفهم سقيم عليل لم يقم على صحة القول به دليل ولا برهان، ولكنه يتعارض مع الأدلة الصحيحة الصريحة التي تندب المسلمين وتدعوهم إلى الزيارة لما فيها من فوائد روحية جمة، واكتساب آداب إيمانية رفيعة، والتزود بمعارف يقينية يندر الحصول عليها، فهل يطمع الإنسان في شرف أسمى وأرفع من شرف زيارة النبي صلى الله عليه وسلم والتمتع بالوجود في حضرته والسلام عليه وطلب المغفرة من الله تعالى عنده وشهود أنواره وشم رائحته الزكية الندية العطرة فهل بعد هذا الشرف المحمدي من شرف؟ إن من يرى غير هذا فما نال ولا عرف وأمره كله في عجب وفي سرف وفكره وعقله عن قول الحق واعتقاد الصواب قد مال وانحرف.
لقد نشر في جريدة الأهرام القاهرية الصادرة بتاريخ 11/10/1990م تحت عنوان (مفتي الجمهورية مع طلاب تجارة عين شمس)
فقد أعلن فضيلته (مرددا هذا القول) قال: (وعن الحجاب قال: إن الله أنزل فيه نصا قرآنيا. لذا وجب الحجاب. وعن زيارة الأضرحة قصدا يعتبر حراما، والمساجد تبنى بقصد الصلاة فقط وليست للزيارات).
إن هذا القول بشأن زيارة الأضرحة والمساجد قول يجافي الحقيقة، لأنه يتعارض مع صريح النص، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر في صراحة ووضوح بزيارة القبور وصاحب الفضيلة يقول: إن زيارة الأضرحة قصدا حرام. فكيف يكون هذا؟
فلقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة)
والحديث مع تعدد طرقه وتعدد رواياته صحيح كما سبق.
والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا فيه بزيارة القبور بصفة عامة ـ قبور الأنبياء وقبور العلماء والأولياء والشهداء وقبور سائر الناس ـ ولم يخصص صلوات الله وسلامه عليه حتى يحرم زيارة أضرحة الأولياء.
والمساجد لله وقد أمر الله ببنائها ليذكر فيها اسمه من صلاة وقراءة قرآن وحضور مجالس العلم ومجالس الذكر والاعتكاف، ولا تقتصر مهمتها على الصلاة وحدها، وكان صلى الله عليه وسلم يستخدمها في أغراض أخرى كرسم السياسات وتسيير الجيوش وبحيث مشاكل المسلمين وهذه أمور لا يختلف عليها اثنان ولا يقول بغيرها أحد، فكل عمل من أجل الآخرة مباح عمله في المسجد، وهذه أعمال كثيرة منها: الصلاة. وليست الصلاة وحدها هي القصد من بناء المسجد إن زائري أضرحة الأولياء يعلمون المساجد للذكر وطلب الرضا، وهم يفرقون جيدا بين ما للمسجد وما للضريح. وكفانا عبثا بعقول المسلمين يا علماء الإسلام.
هذا .. وزيارة القبور على اختلاف درجات أصحابها مأمور بها ومرخص فيها قصدا أو اتفاقا، يرحم الله الشيخ ابن تيمية فهو الذي قد وضع هذه البذرة التي أثمرت خلافا حادا بين أبناء الأمة، وما كان يريد ذلك، لأنه قد كان مجتهدا، وقد خانته عبقريته، فلكل عالم هفوة ولكل فارس كبوة، أرجو الله تعالى أن يغفرها له وأن يتجاوز عن هفواته.
وأقول: إن حديث شد الرحال لزيارة المساجد الثلاثة، لا يتناول مسألة زيارة القبور لا من قريب ولا من بعيد.
فالحديث قد جاء على الأسلوب العربي المعروف عند أهل اللغة العربية ـ لغة الإسلام ـ بأسلوب الاستثناء، وهذا يقتضي ـ كما يعلم الجميع ـ وجود مستثنى ومستثنى منه فالمستثنى هو ما كان بعد إلا والمستثنى منه هو ما كان قبل إلا، ولابد من الأمرين، إما وجودا وإما تقديرا. كما أنه يشترط أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه، حتى يصح المعنى. وهذا أمر مقرر ومعروف في أبسط كتب اللغة وإذا نظرنا في الحديث، فلن نجد سوى المستثنى مصرحا به إلى ثلاثة مساجد وهو ما بعد إلا، ولم يذكر المستثنى منه في الكلام وهو ما قبل إلا.
فلابد إذا من تقديره، وقياسا على القواعد اللغوية المعمول بها، يكون التقدير (لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى ثلاث مساجد) طبقا للقاعدة اللغوية، أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه حتى يستقيم المعنى.
ولا يصح: أن يقال (لا تشد الرحال إلى قبر إلا إلى ثلاثة مساجد).
فهذا السباق ظاهره البطلان لعدم الانتظام، ولا يليق بالبلاغة النبوية، أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه.
يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء (1/245):
(والحديث إنما ورد في المساجد وليس في معناها المشاهد لأن المساجد بعد المساجد الثلاثة متماثلة، ولا بلد إلا وفيه مسجد، فلا معنى للرحلة إلى مسجد آخر، وأما المشاهد فلا تتساوى، بل بركة زيارتها على قدر درجاتهم عند الله عز وجل. نعم لو كان في موضع لا يسجد فيه فله أن يشد الرحال إلى موضع فيه مسجد وينتقل إليه بالكلية إن شاء ثم ليت شعري، هل يمنع هذا القائل من شد الرحال إلى قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مثل إبراهيم وموسى ويحيى وغيرهم عليهم السلام.
فالمنع من ذلك في غاية الإحالة، فإذا جوز هذا فقبور الأولياء والعلماء والصلحاء في معناها، فلا يبعد أن يكون ذلك من أغراض الرحلة، كما أن زيارة العلماء في الحياة من المقاصد، هذا في الرحلة) انتهى.
وقال الإمام تقي الدين السبكي في شفاء السقام:
هذا الحديث متفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وورد بألفاظ مختلفة أشهرها (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسد الأقصى) وهذه رواية سفيان بن عيينة عن الزهري.
والآخر "تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد"
من غير حصر وهذه رواية معمر عن الزهري والآخر:
(إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد مسجد الكعبة ومسجدي ومسجد إيلياء)
وهذه من طريق غير الزهري، وهذه الروايات الثلاث ذكرها مسلم في فضل المدينة عن أبي هريرة، وذكر قبل ذلك في سفر المرأة.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى)
ولفظه كما ذكرنا بصيغة النهي، واللفظ السابق بصيغة الخبر، وورد في خبر أبي سعيد أيضا:
"إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد مسجد إبراهيم ومسجد محمد، ومسجد بيت المقدس"
رواه إسحاق بن راهوية في مسنده وورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه بصيغة النهي
"لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس) رواه الطبراني في معجمه.
هذه ألفاظ المرويات.
وأما معناها: فاعلم أن هذا الاستثناء مفرغ، تقديره: لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى المساجد الثلاثة. أو لا تشد الرحال إلى مكان إلا إلى المساجد الثلاثة.
ولابد من أحد هذين التقديرين ليكون المستثنى مندرجا تحت المستثنى منه. والتقدير الأول أولى، لأنه جنس قريب. ولما سنبينه من قلة التخصيص أو عدمه على هذا التقدير" انتهى.
وأقول: إنه يتعين التقدير الأول، ففيه يكون المستثنى من جنس المستثنى منه يدل على ذلك ويؤكده المرويات التالية:
1ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد"
2ـ وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد"
3ـ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد" فهذه المرويات الثلاثة جاءت من غير حصر. فلا أمر ولا نهي، ولكنها جاءت بصيغة الخبر ويدل عليه أيضا:

1. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد الرحال إلى مسجد قباء. وهو ليس من الثلاثة. فقد روي البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قباء راكبا وماشيا".
2. ما ثبت وقوعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكرار زيارته لأهل البقيع والدعاء لهم.
روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها منه يخرج إلى البقيع من آخر الليل فيقول "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. اللهم غفر لأهل بقيع الفرقد"
لذا يمكننا أن نقول: ليس المراد من الحديث النهي عن شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة. وإنما المراد منه: بيان فضل وقدر هذه المساجد الثلاثة على ما سواها من المساجد لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بالسفر إلى ما عداها كمسجد قباء ومقبرة شهداء أحد وبدر ومقبرة أهل المدينة "البقيع" وهذا يدل على أن الحديث جاء لبيان فضيلة المساجد الثلاثة.
قال الإمام السمهودي رحمه الله تعالى:
وإذا ثبت أن الزيارة قربة. فالسفر إليها قربة كذلك وقد ثبت خروجه صلى الله عليه وسلم من المدينة لزيارة الشهداء وقد أطبق ـ اتفق ـ السلف والخلف واجمعوا عليه.
أما حديث:
(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي والمسجد الأقصى)
فمعناه: لا تشد إلى مسجد لفضيلة، لما في رواية احمد بسند حسن عن أبي سعيد الخدري "لا ينبغي للمطي أن تشد رحالها إلى مسجد ينبغي فيه الصلاة غير المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى".
وللإجماع على شد الرحال لعرفة لقضاء النسك "الحج" وكذلك للجهاد والهجرة من دار الكفر والتجارة ومصالح الدنيا. انتهى.
وكذلك فإن الحديث يدل على أن السفر لا يكون إلا باعتبار الغرض الباعث عليه كالحج والعمرة أو طلب العلم أو زيارة الوالدين أو الهجرة أو طلب الرزق أو طلب العظة والاعتبار وتذكر الآخرة أما شد الرحال إلى المساجد الثلاثة، فإن الغرض الباعث على السفر إليها هو فضيلة أماكنها وزيادة الأجر والثواب لقاصديها للتعبد فيها والتمتع بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اجمع الصحابة والعلماء على أن أشرف بقعة في الأرض هي قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم البيت الحرام ثم مكة. ثم المدينة، ثم بيت المقدس، ثم سائر بلاد المسلمين.

وخلاصة القول
أن الحديث لا ينهى عن شد الرحال لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة أصحاب القبور من العلماء والشهداء والصالحين في أضرحتهم ومشاهدهم على مختلف درجاتهم، وذلك لأن الحديث يفسر بأحد هذين التأويلين وهما:
التفسير الأول: إن الحديث خاص بالنهي عن شد الرحال إلا إلى المساجد الثلاثة. ولا يتناول هذا النهي. القبور أو غيرها. لأنه يتعين أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه وكذلك نظرا لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم من قيامه بزيارة قبور الشهداء في بدر وأحد وزيارته الدائمة لقبور أهل البقيع ومسجد قباء.
ولما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 4/3 عن البزار عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا خاتم الأنبياء. ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء أحق المساجد أن يزار وتشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي. صلاة في مسجدي افضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام"
والتفسير الثاني: أن حديث شد الرحال لا ينهي ولا يأمر وإنما هو يبين لنا فضيلة هذه المساجد الثلاثة على ما عداها من المساجد كونها مساجد أنبياء. ويدل على صحة هذا القول حديث عائشة السابق الذي رواه البزار.
فالحديث لا يتعرض لزيارة القبور والأضرحة. لا أمرا ولا نهيا.
يقول الشيخ محمد بن علوي المالكي غفر الله لنا وله:
"فكلامه صلى الله عليه وسلم في المساجد ليبين للأمة أن ما عدا هذه المساجد الثلاثة متساو في الفضل. فلا فائدة في التعب بالسفر إلى غيرها وأما هي فلها مزيد فضل ولا دخل للمقابر في هذا الحديث. فاقحامها في هذا الحديث يعتبر ضربا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مع أن الزيارة مطلوبة. بل وكثير من العلماء يذكرونها في كتب المناسك على أنها من المستحبات. ويؤيد هذا أحاديث كثيرة" انتهى.
إن من ادعى أن الحديث يشمل النهي عن زيارة القبور وشد الرحال لهذا الغرض مخطئ في فهمه لأنه ينسب إلى الحديث ما لا يصح له أن ينسب إليه. لأنه ليس من موضوعه وليس ما يراد منه. لا من حيث اللغة ولا من حيث الشرع ولا من فعل الصحابة والتابعين. وقد روي عنهم القيام بزيارة القبور والأضرحة والجلوس عندها كما سبق ذكره.
وأما قول بعض المحدثين بأنهم ينهون عن زيارة قبور الصالحين. لأن بعض الناس يرتكبون عندهم أفعالا شركية وأمورا بدعية.
فهذا قول لا دليل عليه ولا حجة لهم ولو وقع ذلك من بعض الناس. فهل هذا معناه أن نوقف العمل بما يجوز الشرع فعله؟ أم أنه يجب علينا أن نصحح للناس فعلهم ونرشدهم لكي يسلكوا طريق الشرع الصحيح في آداب الزيارة؟
وأقول: إن هذا القول هو تعبير منهم عن سوء الظن بجماعة المسلمين من الزوار لقبور الأنبياء والصالحين من المحبين والمخلصين.
تنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.tvquran.com/
$KiNg Of LoVe$
المشرفون
المشرفون
avatar


ذكر

العـــمر : 32

تاريخ الميلاد : 02/06/1991

عدد المساهمــات : 5174

الوسام : وسام المشرف العام


زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Empty
مُساهمةموضوع: رد: زيارة القبور والأضرحة الجزء الأول    زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     Emptyالأربعاء مايو 04, 2011 7:38 pm

زيارة القبور والأضرحة  الجزء الأول     472242
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زيارة القبور والأضرحة الجزء الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زيارة القبور والأضرحة الجزء الثاني
» زيارة القبور والأضرحة الجزء الثالث
» ما هو أهتمامك الأول
»  النهائي الأول لانيستا في الكاس
» ليكن همك الأول ، وشغلك الشاغل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هنا حياتك :: المنتدى الإسلامي :: منتدى الاسلامي العام-
انتقل الى: