كلمات تهب الإنسان السعادة…؟؟!!

هل هناك حقا كلمات تهب الإنسان السعادة…؟؟!!

وإذا كان ذلك كذلك، فكم تكلف تلك الكلمات؟؟؟؟!!!!

نعم إنها كلمات الإحسان.. والإحسان يورث المرء السعادة…

كلمات يسيرة من مثل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيراً، حفظك الله، ادع لنا بخير، الله يرضى عليك، الله يفتح عليك…..وهكذا

أيها الكرام..

وصف حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم المرء الذي لا يصلي عليه عند سماع ذكره بأبخل الناس… وأقول –مجتهداً- ويأتي بعده بالبخل من يضن بكلمة: شكرا جزيلاً، بارك الله فيك…..

كلمات لا تكلف قائلها قرشا واحداً، لكنها تشيع في الناس اللطف والرحمة والتحاب، بل هي صدقات لك كما أخبر بذلك سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوجب للناس الجنة، أخذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ) رواه مسلم..

ما أجمل أن تفشي السلام على من عرفت ومن لم تعرف..!!

وما أجمل أن تقف في السوق تشتري فيعطس من لا تعرفه ولا يعرفك فتقول له يرحمك الله فيرد عليك…

ما أروع أن تقول لمن أهداك شيئا، جزاك الله خيرا كنت بحاجة إليه، أو كنت أفكر في شرائه، أو إنه سيفيدني كثيراً….

أقول هذا في نفسي وأتساءل…

لماذا لا يشكر بعض الأزواج زوجته إلا بالمناسبات والأفراح، وهو ما يزال يأكل من صنع يديها ويلبس من تنظيف غسيلها؟؟؟

ولماذا لا تثني بعض الزوجات على ما يحضره زوجها من مستلزمات وحاجات وخدمات…؟؟؟

تقول إحدى من أسلمن من الأمريكيات دخل الإسلام في قلبي حين سمعت مقالة السيدة خديجة رضي الله عنها لزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خمسة عشر عاما من زواجهما: (والله لا يخزيك الله أبدا فإنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق…) كلمات صادقة شدت بها من أزر زوجها وكانت بها قدوة للمؤمنات…

وأقول: حتى لو كان القائل هو الأكبر للأصغر أو الفاضل للمفضول فإن ذلك حري بأن يرفع السعادة بينهما للقمة…

ألم تروا إلى سيدنا عمر رضي الله عنه كيف قال: (اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لِي وَقَالَ لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ فَقَالَ كَلِمَةً مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا)

انظروا إلى هذه السعادة بين الطرفين: القائل والمتلقي…!!؟؟

حتى لو كنت أستاذا ومسح لك التلميذ السبورة فقل له شكرا لك..أو كنت أبا وأحضر لك ولدك كوب الماء فقل له سلمت يداك..

قلها وعود نفسك على الجود بها رافعا بها صوتك، وعندها سيفوح عطر السعادة في الأجواء، وتشرق النفوس بالمودة والإخاء…

أقود أحيانا سيارتي فيزعجني سائق يحبس من خلفه، أو يأخذ أولويته دون أن يتكرم حتى بإشارة يعتذر بها ويشكر…!!!

وأذكر أستاذا لي في الجامعة سألته عن علامتي في المادة فقال: (أ) ولو كان هناك أعلى من (أ) لوضعتها لك..!! كلمة ربما نسيها الأستاذ، لكنني لم أنسها لأنها كلمة أورثت سعادة…

حقاً أيها الأحباب…كلمة يسيرة تبثها هنا وهناك، تعيش بها سعادة غامرة وحبا وأمنا، وتلقاها في دنياك وأخراك…

ودمتم بخير سعداء….